كيف يُجرى البحث العلمي؟ كيف نتوصل إلى الاكتشافات؟ كيف تأتي الأفكار للباحثين؟ هل الإبداع فطري أم يمكن تنميته وصقله؟ ليست هناك إجابات قاطعة لهذه الأسئلة إذ لا توجد وصفة سحرية هنا، ولكن يجب الاعتقاد في الحدس والمقارنة والاستنارة الفجائية والصدفة والحظ، بل وحتى في الخطأ. إنها عوامل تتدخل في كل الاكتشافات العلمية، ولكن بنسب متفاوتة.
إلا أنه لا يجب فصل هذه الاكتشافات عمن قاموا بها؛ ففصل العلم عن القائمين عليه يعرضه لخطر التحول إلى شيء جاف غير إنساني. لا يجب أن نغفل أن القائمين على الاكتشافات العلمية كانوا، قبل أن يصبحوا علماء، أطفالًا ومراهقين وطلابًا، وأن لهم حياتهم الشخصية، وأنهم واجهوا العديد من المصاعب على جميع المستويات.
ويسعى هذا الكتاب إلي تفسير معنى الإبداع، ويوضح كيف تتكون المعرفة العلمية تدريجيًا، وكيف استطاعت الظروف والصدف أن توجه مستقبل العلماء المهني وأبحاثهم، بل وحتى حياتهم بأسرها.