“النوموفوبيا” (Nomophobia) اختصار إنجليزي لجملة (no mobile phobia)، أي الشعور بالخوف المرضي من الحرمان من الهاتف المحمول. و”النتليس فوبيا” (netless phobia) شعور بالخوف المرضي نتيجة التواجد خارج تغطية الشبكة أو الخوف من البقاء دون إنترنت.
وهذه المصطلحات ليست علمية، ولا توجد في قاموس الطب النفسي، لكنها أوصاف راجت خلال الفترة الماضية للتعبير عن المشاكل الناجمة على الاعتماد والإفراط في استخدام الهواتف الذكية والإنترنت.
وقال الطبيب النفسي ورئيس جامعة أوسكودار التركية نوزاد طارهان إن استخدام الأجهزة الذكية بشكل مكثف ودون تحكم يؤثر سلبا على الصحة النفسية، ويفتح الطريق أمام معاناة الأشخاص المدمنين عليها من رهاب الابتعاد عن الهاتف المحمول أو الإنترنت.
وعن أعراض هذا الإدمان، قال طارهان إن من يعانون منه يصابون بالذعر عندما لا يتمكنون من الوصول إلى هواتفهم الذكية أو الاتصال بالإنترنت، ويستميتون من أجل استعادة أجهزتهم كما يفعل مدمن المخدرات عندما يحرم منها.
ويضرب طارهان أمثلة على ذلك، بأن يقود شخص سيارته تسعين كيلومترا لكي يتمكن من الاتصال بالإنترنت، أو أن يقوم بإرسال الرسائل وتصفح الإنترنت خلال القيادة.
ودعا طارهان إلى الانتباه لبعض الأعراض التي قد تعني الإصابة بالإدمان، ومنها أن يكون أول ما يفعله الشخص عند الاستيقاظ من النوم هو تصفح هاتفه الذكي أو الدخول على الإنترنت. وكذلك الاستخدام المفرط للإنترنت والهواتف الذكية، والمعاناة من أعراض ترتقي لدرجة الصدمة عند الحرمان من الهاتف الذكي والإنترنت.
وأفاد طارهان بأن هذا الإدمان يؤثر على الحياة اليومية للمصاب، كما يخرب نظام مكافأة العقاب في الدماغ، وهو ما يجعل منه مرضا يحتاج إلى العلاج.
طارهان: دماغ المصابين بالإدمان على الأجهزة الذكية ينزع إلى الكسل، كما تضعف القدرة على التخيل
مرحلتان
ويتكون العلاج من مرحلتين، وفقا لطارهان، حيث تستغرق الأولى بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، ويخضع فيها المريض للعلاج الدوائي، للتعامل مع التأثير الذي ألحقه الإدمان بكيمياء الدماغ، كما يتم إبعاده عن جميع الأجهزة الذكية والإنترنت.
وتتمثل المرحلة الثانية في خلق إدراك لدى المريض بمخاطر الأجهزة الذكية والإنترنت ومفهوم الاستخدام الضار لهما، عبر جلسات علاج فردية وجماعية.
وأشار طارهان إلى أن دماغ المصابين بالإدمان على الأجهزة الذكية ينزع إلى الكسل، كما تضعف قدرته على التخيل، حيث يعتاد الشخص على استهلاك المنتجات “الخيالية” الجاهزة، وبالتالي تظهر لدينا أدمغة كسولة لا تعمل، وينشأ جيل من الأطفال أصحاب ذكاء منطقي مرتفع، وذكاء اجتماعي منخفض.
وأضاف طارهان أن ضعف التواصل الاجتماعي للمصابين يرفع نسبة الانتحار بينهم لدى تقدمهم في العمر، كما أن احتمالية إصابتهم بألزهايمر ترتفع في حال لم يتم علاجهم.
ونصح طارهان الآباء بألا يمنعوا أطفالهم تماما من التواصل مع الأجهزة الذكية حتى 12 من عمرهم مثلا، ثم فجأة يمنحونهم أجهزتهم الخاصة، داعيا إياهم لتعويد أطفالهم شيئا فشيئا على استخدام الهواتف الذكية والإنترنت.